مساحة إعلانية
آخر المواضيع
تحميل ...

سيادة "الشوفير" - أحمد الزعبي

4:57 ص

سيادة "الشوفير"
مقال الأربعاء 17-4-2013

"كيف ترى قيادتي" عبارة مجازية كنا نستخدمها بسخرية مفرطة إذا ما أردنا أن نصف إدارة مسؤول محلي "بيلاخم" ويتجاوز القانون ويتهور في قراراته، وذلك أسوة بما يقوم به سائقو  باصات المدارس الخاصة ، وخلاطات الباطون، وحتى سيارات مطاعم التوصيل المنزلي...

أول أمس، أراد الشعب الفنزويلي أن يقوم بتطبيق عملي وحقيقي  لهذه العبارة عندما انتخب السيد "مادورو" رئيس البلاد الجديد– سائق الشاحنة القديم كخليفة للمناضل الراحل "تشافيز"..

ما أجمل الديمقراطية الحقيقية حتى لو أفرزت "شوفير" رئيساً للبلاد، ما دامت تنحني الصناديق لإرادة الشعب ، لا أن ينحني الشعب لإرادة الصناديق..وما العيب أن يكون "سائق شاحنة" زعيماً للبلاد إذا كان مخلصاً لوطنه محباً لشعبه يده نظيفة من كل شيء إلا من عرق الكدّ والبناء الوطني..؟؟ بل ما يمنع أن يصل سائق "جرافة" أو سائق "تركتر" أو عامل نظافة إلى سدّة الحكم ما زال الذي اختار هي الأمة ، وما دام المقياس الأوحد  "هي الوطنية..وتقديس ألوان العلم " لا غير..

كيف ترى قيادتي!! عبارة سيفخر بها كثيراً الرئيس الفنزويلي الجديد" مادورو" وهو يضعها على كرسي الرئاسة متبوعة بعدد الأصوات الحقيقية التي حصل عليها دون تزوير أو تدوير او "تبرير"..بل أعتقد ان الرئيس "الشوفير" سيكون أكثر محافظة على وطنه من أي مرشّح آخر..لأنه تعوّد من خلال مهنته الأولى كيف يحافظ على سلامة مركبته من كل سوء ليحافظ على سلامته أولا وأخيراً وسلامة حمولته....مثلاً سوف يتفقّد "إطارات" الرضى الشعبي في كل نقلة جديدة يقوم بها للبلاد، كما أنه سيواظب على "تشحيم" مفاصل الدولة المختلفة بين الفترة والأخرى ، والتريث كثيراً عند الالتفاف، وتقدير المساحة المتاحة عند الدوران، أن يلتفت إلى المرآة الجانبية لمعرفة ما يدور حوله ، والتحديق قليلاً بالمرأة الخلفية ليقيس المسافة التي تجاوزها بسلامة ، كما يجب أن يبقي على "مؤشر الشعبية" مرتفعاً في كل محطة تزوّد وطنية ، وعلى "مؤشر حرارة" المعارضة منخفضاً مهما كان الجو لاهباً، كما يجب ألا يرخي يديه عن مقود القيادة، ولا يبعد قدمه اليمنى عن "فرامل" التهدئة وامتصاص الطريق الوعر ...وأخيراً  لا يركن إلى "معاونه" كي يقود مكانه..فالمعاون يرشد وينبّه لكنه لا يقود...أعتقد أن خبرة "مادورو" في التنقل بين الحدود والمدن البعيدة سيوصل فنزويلا إلى بر الأمان.

على كل حال لن نفرط كثيراً في التفاؤل..الأيام ستكشف لنا أكثر عن "مادورو" لتخبرنا: " ما دوره؟".

والله الديمقراطية حلوة...

أحمد حسن الزعبي

تعليقات فيسبوك
0 تعليقات بلوجر

0 التعليقات:

إرسال تعليق