مساحة إعلانية
آخر المواضيع
تحميل ...

عجقة وطن - أحمد الزعبي

2:21 م


منع من النشر
الأحد 14-4-2013

لم نعد نفهم ما يدور حولنا في البلد.. تماماً كمن يتفرّج على لوحة تجريدية فيها ألف خبطة لون ، وألف شخطة وخرطوشة ولطشة مقصوده وغير مقصودة ، لا هو قادر على فمهما ولا مسموح له إعادة رسمها أو حتى نقدها..


كما أن "السياسي" في وطني أصبح مثل ميكانيكي مبتدىء ، كلما أخرج برغي من مكانه عجز عن إرجاعه، وكلما فكّ قطعة استحال عليه إصلاحها أو حتى إعادتها كما كانت..والكل ينتظر تحت شمس الوقت لأجل الانتظار لا أكثر..
**
شعبياً..صار عدد مستخدمي "الهروات" في بلدي أكثر من عدد مستخدمي "الموبايلات"..ومؤسسات التعليم الجامعي أصبحت مؤسسات "للتعليق" الجامعي.. ثم إن المصارعة الرومانية التي كانت تجري قبل ألفي عام في المسارح والمدرجات الأثرية ...صارت تقليداً معاصراً بامتياز  كل يوم هناك مشاجرة أو "مباطحة" أو انقضاض في الحارات وعلى مداخل البيوت يتم فيها استخدام كل الأسلحة البيضاء والسوداء...ولم نكتف بذلك النكوص بل أحيينا العصر الحجري كما كان وزيادة،  فالذي لا تستطيع أن تقنعه بالكلمة ...تستطيع ان تقنعه بـ"اللكمة"..والذي لا تستطيع ان تسكته بالحجة...تسكته بـ"فجّة" رأس بشتى الأسلحة الحجرية المتاحة...بلوك..زلط..كندرين..قرميد ...صوان..اي شيء...
**
بالمقابل رسمياً، صرف الوعود الإصلاحية تجري بإسراف شديد، والتطبيق على أرض الواقع يجري بشحّ شديد، أخبار التلفزيون الرسمي مفرطة بالمثالية والتقليدية  ،الديمقراطية بمفهومنا "بيع مشترى"   النواب يشترون أصوات الناخبين ...والحكومة تشتري أصوات النواب تحت واقعة غاية في البلاهة تدعى "ثقة"،  ثم يشتري الفاسدون صوت الحكومة بواقعة غاية في الاستفزاز تدعى "التبرئة" ..
**
الخائن وطني ، والوطني خائن..من يقبض راتباً لحفظ النظام صار أكثر مثيري الفوضى..ومن يقبض راتباً لإثارة الفوضى صار محسوباً على قوى حفظ النظام ..الشيبة تهان..و"الزعرنة" تحترم..الحكيم سفيه..والسفيه حكيم...هناك عجقة حقيقية على المستوى الوطني..لم نعد نعرف رأس خيط الإصلاح ، لنلفّه على سارية الوحدة الوطنية...
باختصار، البلد مثل بالون فلت من يد ولد...ما بيدنا حيلة ، فقط ننظر إلى أين ستأخذه الريح!...

أحمد حسن الزعبي

تعليقات فيسبوك
0 تعليقات بلوجر

0 التعليقات:

إرسال تعليق